أسطورة الشيطان بوبوباوا
هناك ﻓﻲ ﺟﺰﺭ ﺍﻷﺭﺧﺒﻴﻞ ﺍﻟﺰﻧﺠﺒﺎﺭﻳﺔ، ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭ ﻗﺼﺺ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻋﻦ ﻛﻴﺎﻥ ﺷﻴﻄﺎﻧﻲ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺸﻜﻞ، ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻮﻥ ﺇﺳﻢ ﺑﻮﺑﻮﺑﺎﻭﺍ Popobawa ، ﻭ ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﺎﺣﻠﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﺨﻔﺎﺵ .
ﺫﻭ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﺍﺑﻴﺲ .. ﻭ ﺗﺤﻮﻟﻪ ﻟﻠﺸﻜﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ، ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻟﻪ، ﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻷﺫﻧﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﻴﻬﺔ ﻣﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺨﻔﺎﺵ ﻭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ، ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ، ﻭ له ﻣﺨﺎﻟﺐ ﺣﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ .
ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻮﺑﻮﺑﺎﻭﺍ، ﻋﺒﺮ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻷﺭﻳﺎﻑ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺧﻮﻑ ﺩﺍﺋﻢ ﻣﻨﻪ ﻭ ﺑﺎﻷﺧﺺ ﻟﻴﻼ .
ﻳﻘﺎﻝ، ﺃﻧﻪ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﺧﺒﻴﺚ ﻭ ﻣﺎﻛﺮ، ﻭ ﻳﻌﺸﻖ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻪ، ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺐ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ، ﻭ ﺍﻹﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺨﻨﻘﻬﻢ . ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻤﻦ ﻣﻨﻪ . ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﻋﻦ ﺗﻌﺮﺿﻬﻦ ﻟﻺﻋﺘﺪﺍﺀ، ﻭ ﺍﻹﻏﺘﺼﺎﺏ ﺣﺘﻰ، ﻣﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺇﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﻋﻨﻪ .
ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ، ﺃﻧﻪ ﺟﻨﻲ ﺣﺮﺭ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﺤﺮﺓ، ﻟﻴﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﻗﻴﻮﺩ ﺗﺤﻜﻤﻪ .
ﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺁﺧﺮ، ﺃﻧﻪ ﺭﻭﺡ ﺃﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﻟﻠﻌﺒﻴﺪ، ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻧﺠﺒﺎﺭ ﻣﻘﺼﺪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻦ ﺷﺮﺍﺀ ﺧﺪﻡ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ .
ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﻋﻦ ﺑﻮﺑﻮﺑﺎﻭﺍ، ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻡ 1971 ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻓﺘﺎﺓ ﻟﻬﺠﻮﻡ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺴﺐ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ، ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻤﻠﻚ ﺟﺴﺪﻫﺎ، ﻭ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻠﺴﺎﻧﻬﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﻏﺮﻳﺐ ﻭ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﺗﻔﻮﺡ ﻣﻨﻪ . ﻭ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ، ﺃﺣﻀﺮ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻛﺎﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ .
ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻃﻪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻫﻮ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﻀﺤﻴﺔ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺰﺓ ﻟﻜﻦ ﺑﻠﻮﻥ ﺃﺳﻮﺩ .
ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﺗﻌﺪﺩﺕ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻫﺴﺘﻴﺮﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺇﺿﻄﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ، ﻟﻺﺧﺘﺒﺎﺀ ﻭ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﺴﻠﺤﻴﻦ، ﻭ ﺩﻭﺭﻳﺎﺕ ﻳﻮﻣﻴﺔ ﻟﻴﻼ، ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ .
ﺇﺳﺘﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺣﺘﻰ ﺗﻢ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺭﺋﻴﺲ ﺯﻧﺠﺒﺎﺭ ﻋﺎﻡ 1972 ، ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺍﺕ، ﻟﺘﻌﻮﺩ ﻋﺎﻡ .1995 ﻭ ﻣﺰﺍﻋﻢ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺃﻭﻧﻐﻮﺟﺎ ، ﺗﺮﻛﺖ ﻓﻲ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺟﺮﻭﺣﺎ ﻣﻤﻴﺘﺔ ﺃﺩﺧﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ .
ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ :
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺍﺕ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻢ ﻓﻘﻂ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .
ﻭ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻛﺄﺩﺍﺓ ﺯﺭﻉ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺼﺪﻗﻴﻦ ﻟﻸﺳﺎﻃﻴﺮ .. ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻊ ﺣﻜﻢ ﻛﺮﻭﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻏﺘﻴﺎﻟﻪ، ﺃﻋﻘﺒﺘﻪ ﺷﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻹﻗﺘﺘﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ .
ﻭ ﻋﺎﻡ 1992 ، ﺗﺄﺳﺲ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭ ﺗﺰﻭﻳﺮ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﺃﻥ ﺑﻮﺑﻮﺑﺎﻭﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻣﻨﺬ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺃﻭ ﺑﻀﻊ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻘﻂ ﺑﻴﻦ 1971 ﺇﻟﻰ 1995 ، ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﺧﺘﻔﻰ ﻭ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﺠﺪﺩﺍ .
صفحة عالم مقلوب - سليل رشيد
التعليقات على الموضوع