بردية تولي و ظهور اليوفو في مصر القديمة
بردية تولي هي نسخة من نص مصري غامض يصفه البعض بأنه أول كتاب تحدث عن ظاهرة الأجسام الغريبة الغامضة ، يسجل هذا النص حدثًا يُعتقد أنه وقع خلال فترة حكم الأسرة الثامنة عشرة في حوالي عام 1480 قبل الميلاد.
عُثر على بردية تولي بين أوراق البروفيسور الراحل ألبرتو تولي وهو المدير السابق لمتحف الفاتيكان المصري ، وتصف هذه البردية مشاهد لأجسام غريبة يشتبه بأنها قدمت من الفضاء نحو مصر القديمة في عهد تحتمس الثالث . فهل يمكن أن نعتبر بردية تولي دليلا على زيارة الفضائيين لكوكبنا؟
اكتشاف بردية تولي
خلال زيارته إلى القاهرة في عام 1933 اكتشف ألبرتو تولي (الذي سميت البردية باسمه) برديةً مثيرة للاهتمام في أحد متاجر التحف ، و رأى "تولي" أن المخطوطة كانت مكلفة للغاية لذا قام بدلاً من شرائها بكتابة نسخة من القطعة الأصلية و استبدل النص الهيراطيقي التي كتبت به بالهيروغليفية ، وهذا ما جعل البعض يشكون في أصالتها.
بردية تولي |
ومع ذلك اشتهر ألبرتو تولي و برديته المزعومة على نطاق واسع بين هواة الأجسام الطائرة المجهولة ، و يعتقد الكثير من الناس أن بردية تولي هي دليل مطلق للتدخل الأجنبي في حياة البشر منذ آلاف السنين حيث تعتبر البردية إحدى أقدم السجلات المعروفة التي تتحدث عن ظهور الصحون الطائرة في الماضي البعيد .
وعلى الرغم من أن ورق البردي الذي كتبت عليه بردية تولي قد أصيب بأضرار بالغة و أصبح يحتوي على العديد من الفجوات ، إلا أن الأمير بوريس دي راشويلتز تمكن من ترجمته و أعلن أن ورق البردي هذا كان جزءًا من سجلات الفرعون تحتمس الثالث . ولكن هناك تفاصيل مؤسفة في هذه القصة ، فلا يوجد شيء في النص القديم من بردية تولي يشير إلى اسم هذا الفرعون ، وهي حقيقة تجعل الأمور أكثر تناقضا و تعقيدًا.
و ادعى النبيل الإيطالي بوريس دي راشويلتز أنه عثر على البردية الأصلية التي لم تكن قد ترجمت أو نشرت بعد ، قال أنه عثر عليها بين الأوراق التي تركها الدكتور تولي بعد موته . وخلال لقائه مع مجلة " الشك " في عام 1953 وصف دي راشويلتز الجزء الأصلي من البردية كما هو مكتوب بخط هرمي ، حيث تلاشى النص وكان به عدة ثغرات.
الدكتور ألبرتو تولي |
ترجمة بردية تولي
هناك ترجمتان فرديتان لهذا النص المصري القديم المسمى بردية تولي ، إحداهما للأمير بوريس دي راشويلتز والأخرى كتبها عالم الأنثروبولوجيا آر سيدريك ليونارد .. و فيما يلي ترجمة العالم سيدريك ليونارد التي يمكن أن نعتبرها أكثر شمولية ، كما أنها تساعد على فهم جوهر النص بشكل أفضل قليلاً :
" في السنة 22 ، وفي الشهر الثالث من الشتاء ، عند الساعة السادسة من اليوم [...] رأى كتبة دار الحياة قرصا ناريا في السماء . لم يكن لديه رأس ، وكانت تنبعث منه رائحة كريهة . كان القرص عبارة عن قطعة واحدة ليس لها صوت ، جاءت نحو منزل صاحب الجلالة . وأصبح قلبهم مرتبكا ، و سقطوا على بطونهم . فذهبوا إلى الملك للإبلاغ عن الجسم الغريب . أمر جلالة الملك بفحص كل ما هو مكتوب في لفائف ورق البردي بدار الحياة وكان صاحب الجلالة يتأمل ما يحدث . بعد مرور عدة أيام أصبح عددهم أكبر في السماء أكثر من أي وقت مضى . لقد تألقوا في السماء أكثر من الشمس الساطعة ، و امتدوا حتى إلى دعائم السماء الأربعة . [...] وكان موقع الأقراص النارية غريبا . و نظر جيش الملك إليهم ، وكان جلالة الملك في وسطهم . وحين كان موعد الوجبة المسائية ارتفعت الأقراص أعلى في السماء إلى الجنوب ، و أمطرت السماء الأسماك و غيرها من المواد المتطايرة ، إنها أعجوبة لم يسبق لها مثيل منذ تأسيس الحضارة . و جعل ذلك صاحب الجلالة يجلب البخور لاسترضاء قلب آمون رع ، إله الأرضين. و أمر الملك أن يتم تسجيل هذا الحدث في سجلات دار الحياة لنتذكره إلى الأبد " .
هل يمكن أن نعتبر بردية تولي كمصدر موثوق به ؟
وفقا لنص البردية ، فقد تم رؤية هذا الجسم الغريب - الذي شُبّه بالقرص - في حوالي عام 1480 قبل الميلاد وشهده كثير من الناس في مصر ، ومن المنطقي أن نفترض أن المصريين القدماء لم يسيؤوا تفسير هذه الأقراص الناريّة بظواهر فلكية أو ظواهر جوية نادرة لأنهم كانوا متقدمين للغاية في علم الفلك . بل إن خبرتهم في علم الفلك و العلوم الأخرى تجعل العديد من المؤرخين يعتقدون أن المصريين كانوا قادرين على معرفة الفرق بين ظاهرة فلكية و حادثة غريبة و غير مفسرة مثل تلك التي وصفت في بردية تولي.
ومع ذلك لا ينبغي لنا أن نستبعد أية احتمالات واردة ، على العكس من ذلك ، يجب أن نضع في اعتبارنا أن بردية تولي ليست بردية أصلية ولكنها ترجمة لنسخة حديثة ، و حتى موقع المخطوطة الأصلية غير معروف حاليًا . إضافة إلى ذلك ، لم يتم الإبلاغ عن وجود هذه الوثيقة إلا من قبل رجل واحد ، وهو الأمير دي راشويلتز، و بالتالي لا يمكن إجراء فحص علمي دون تحليل المخطوطة الأصلية للتأكد من صحتها . و لذلك ، و نظرا لقِدم هذه الفترة من التاريخ حيث كتبت البردية ، فإنه من غير المجدي محاولة تفسير ما يمكن أن تكون "دوائر النار" هذه ، في حين مازال مكان وجود النص الأصلي محل تساؤل.
و بالتأكيد يجب أن يظل النقاش مفتوحًا حتى يظهر دليل إضافي من أجل التحقق من القصة الكاملة أو اعتبارها خداعا .. أما الآن فلا يمكننا إلا التكهن .
التعليقات على الموضوع