حكاية ﺟﺎﻙ ﺍﻟﻤﺨﺎﺩﻉ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ مع الشيطان
ﻗﺪﻳﻤﺎ، ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟﻞ ﺇﻳﺮﻟﻨﺪﻱ ، ﻋﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﻭ ﺍﻟﺨﺪﺍﻉ، ﺣﺘﻰ ﻟﻘﺐ بـ ﺟﺎﻙ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ . ﺷﺨﺺ ﺃﻧﺎﻧﻲ ﻭ ﻣﺎﻛﺮ ﻭ ﺫﻭ ﻭﺟﻬﻴﻦ . ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺃﻱ ﺃﺣﺪ .
ﺳُﻤﻌﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﻋﺒﺮ ﺁﺧﺬ روحه .. ﻟﻬﺬﺍ ﺗﻨﻜﺮ ﺫﺍﺕ ﺃﻣﺴﻴﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺭﻳﻒ ﺇﻳﺮﻟﻨﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺭﺟﻞ ﻣﻴﺖ، ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭﺻﻮﻝ ﺟﺎﻙ، ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺇﻥ ﻇﻬﺮ، ﺣﺘﻰ ﻟﻤﺢ وجه ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺸﻮﻩ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ، ﻣﺨﻴﻒ ﻭ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺷﺮﻳﺮﺓ . ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﺩﺭﻙ ﺟﺎﻙ، ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻪ، ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﻟﺤﺼﺪ روحه .
ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺟﺎﻙ ... ؟
ﺗﻮﺳﻞ جاك المخادع ﻟﻴﺒﻘﻲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭ ﺃﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﺏ ﻗﺒﻞ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ . ﻋﻦ ﻃﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮ ﻭ ﺣﺴﻦ ﻧﻴﺔ، أﺧﺬﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻧﺤﻮ ﺃﻗﺮﺏ ﺣﺎﻧﺔ . ﺍﻟﻜﺄﺱ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﺣﺘﻰ ﺛﻤﻼ، ﻭ ﺃﺻﺒﺤﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ .
ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ، ﻃﻠﺐ ﺟﺎﻙ ﻣﻦ ﺭﻓﻴﻘﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻪ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻓﻠﺴﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ .. ﻭ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺧﺎﺭﻗﺔ، ﻓﻠﻦ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ أﻣﺮ ﺍﻟﺪﻓﻊ . ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻘﻮﺩ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﺳﻴﺘﻌﺮﺿﺎﻥ ﻟﻀﺮﺏ ﻣﺒﺮﺡ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﺎﻧﺔ . ﻭ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﺎﻙ ﻻ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻟﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻠﻜﻤﺎﺕ، ﻓﺎﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻦ ﻳﺮﺿﻰ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﻬﻜﺬﺍ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘﺴﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ .
ﻭ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﺟﺎﻙ، ﺑﺄﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺍﻟﻤﺰﻋﺞ ﻋﺒﺮ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺘﺎﻝ ﻭ ﻓﺮﺍﺭﻩ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻟﻜﻦ الشيطان انتبه ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺨﺪﻋﺔ، ﻭ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﺃﺧﺮﺝ ﻋﻤﻠﺔ ﺫﻫﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ .
ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺟﻬﻤﺎ، ﻋﻘﺪ ﺟﺎﻙ ﺻﻔﻘﺔ ﻣﻊ ﺭﻓﻴﻘﻪ، ﺇﺫ ﺳﻴﺘﺮﻛﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﺤﺎﻟﻪ ﻣﺪﺓ 10 ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ، ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻪ ﺁﺧﺬ ﺭﻭﺣﻪ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺷﺎﺀ .
ﺗﻢ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ، ﻭ ﻣﺮﺕ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭ ﻋﺎﺩ ﺣﺎﺻﺪ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻩ ﻗﺮﺏ ﺷﺠﺮﺓ ﺗﻔﺎﺡ . ﻛﺨﺪﻋﺔ ﺃﺧﻴﺮﺓ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺰﻋﺞ، ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻒ ﻟﻪ ﺗﻔﺎﺣﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺠﻮﻉ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ .
ﺑﻜﻞ ﺳﺮﻭﺭ، ﻗﻄﻔﻬﺎ ﻭ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﺩﻉ، ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻗﺘﺮﺍﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﺎﻙ، ﺃﺣﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ، ﺣﺘﻰ انتبه ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺻﻠﺒﺎﻥ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺣﻮﻟﻬﺎ . وﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﺣﺮﺍ ﻃﻠﻴﻘﺎ، ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺮﻙ ﺟﺎﻙ ﻭ ﺷﺄﻧﻪ، ﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻪ ﻭ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﺠﺪﺩﺍ . ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﺍﻓﻖ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﻫﻨﺎ .
ﻭ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻤﺨﺎﺩﻉ ﻟﻠﺨﺪﺍﻉ ﻭ ﺍﺯﻋﺎﺝ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭ ﺳﺮﻗﺘﻬﻢ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ . ﻭ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ، ﺃﺩﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻮﺗﻪ، ﻓﺎﺗﺠﻪ ﻹﺣﺪﻯ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻄﺮﺱ، ﺭﻓﺾ ﺩﺧﻮﻟﻪ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺨﺎﺩﻋﺎ ﻭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻔﻌﻠﻪ .
ﻣﺎﺕ ﺟﺎﻙ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﻴﺮ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ، ﻟﻜﻦ ﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺑﻬﺎ، ﻟﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ .. ﻭ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ، ﻣﻨﺤﻪ ﺟﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻟﺘﻨﻴﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭ ﺍﻟﺘﻴﻪ ﺍﻷﺑﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﺣﺎﻣﻼ ﻳﻘﻄﻴﻨﺔ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ، ﻭ ﻳﺴﻴﺮ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﻟﻸﺭﻳﺎﻑ ﺍﻹﻳﺮﻟﻨﺪﻳﺔ .
ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻹﻳﺮﻟﻨﺪﻳﺔ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﺿﻮﺀ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻈﻼﻡ، ﻳﻨﺴﺒﻮﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻙ ﻭ ﻓﺎﻧﻮﺳﻪ .
ﻟﺬﺍ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ 31 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ، ﻳﺘﺨﺬ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻷﺭﻳﺎﻑ ﺍﻹﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﻟﻤﻨﻊ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻭ أﺧﺬ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ، ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﻮﺿﻊ ﺷﻤﻌﺪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺎﺕ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ الـ 19 ﻭ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻫﺎﺟﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﺮﻟﻨﺪﻳﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﺣﻴﺚ ﺟﻠﺒﻮﺍ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ، ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻴﻘﻄﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﻧﻮﺱ ... ﺧﺪﻋﺔ ﺃﻭ ﺣﻠﻮﺓ !
إعداد : سليل رشيد - مجلة عالم مقلوب
التعليقات على الموضوع