الأهرامات الرئيسية في مصر



إن أبرز الآثار التي بقيت موجودة منذ قديم الزمان هي بلا شك الأهرامات ، فقد بنيت الأهرامات في مملكة مصر القديمة منذ أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد وكان الهدف من بنائها إيواء أرواح الفراعنة في الحياة الأخرى ، إذ اعتقد المصريون القدماء أن الفرعون له اتصال بالآلهة في العالم الآخر فوجدوا أنه من اللازم بناء صرح عظيم ليكون بمثابة بيت يليق بمكانة الفرعون المصري .

وفي حين قد يكون هناك أكثر من 100 هرم في مصر ، فإن معظم الناس يعلمون عددا قليلا منها رغم أنها كثيرة العدد و متباينة الشكل ، لذلك خصصنا اليوم هذا المقال على مدونتكم ، مدونة آثار قديمة ، لنتحدث فيه عن الأهرامات الرئيسية المميزة في مصر العظيمة : 

 هرم زوسر


هرم زوسر أو هرم سقارة أو الهرم المدرج ، هو أول هرم مصري بُني سنة 2700 قبل الميلاد في سقارة شمال غرب مدينة ممفيس القديمة ، بناه المهندس إمحوتب ليكون مرقدا للفرعون زوسر ، و يتكون هذا الهرم من ست مصاطب بُنيت فوق بعضها البعض و يبلغ ارتفاعه حوالي 62 مترا .

استكشف هرم زوسر لأول مرة في عام 1821 حيث قام القنصل العام الألماني هينريش فون ميوتولي رفقة المهندس الإيطالي غيرولانو سيجاتو بفحصه ، و اكتشفا مدخله ، و عثرا في ممراته الداخلية على بقايا مومياء عبارة عن جمجمة مغطاة بالذهب و كعبي قدمين مغطاة أيضا بالذهب و اعتقد مينوتولي أنها تنتمي الى مومياء زوسر. وفي عام 1837 عثر الباحث جون بيرينغ على أثار مومياوات أخرى في الممرات ، واكتشف أيضا حجرات وأبوهة تحت الهرم .

و يعد هرم زوسر من أهم الآثار الخالدة الباقية من حضارة المصريين القدماء ، حيث أنه أول بناء يبنيه الإنسان بهذه الضخامة . وبنائه يدل على تمكن قدماء المصريين من تقنية تقطيع الحجارة في تلك العهود القديمة منذ نحو 2650 سنة قبل الميلاد . علاوة على الهندسة المعمارية التي يلاحظ تطورها خلال مراحل البناء والتي قام بها إمحوتب ؛ وإدارة عملٍ تم على سنوات طويلة يحتاج إلى مجموعات عمال ذوي مهارات مختلفة ، ويحتاج أيضا إلى إمدادهم وامداد عائلاتهم بالغذاء والمشرب ليتفرغوا للعمل في البناء حتى وصل ارتفاع هرم زوسر إلى 62 مترا.

 هرم ميدوم


هرم ميدوم هو خامس أكبر أهرامات مصر ، تم إنشائه خلال الدولة القديمة في عهد الملك سنفرو من الأسرة الرابعة ، و شكله يتشابه مع شكل هرم زوسر حيث تظهر منه ثلاثة مصاطب كبيرة.

كان هرم ميدوم هو أول بناء يقيمه سنفرو بعد اعتلائه العرش في مصر ، و اختار مكان إنشائه قريبا من مقر حكمه "جيدي سنفرو" و التي هي الآن بالقرب من ميدوم ، ولم تكن تلك المنطقة مخصصة قبل ذلك للقبور الملكية. و استمر العمل عليه لسنوات و كانت الحالة الصحية للفرعون سنفرو جيدة والأمل في معيشته طويلا ومن أجل ذلك تغير تصميم البناء ليكون هرما كبيرا. ومع انتهاء البناء ترك سنفرو هذا المشروع الذي كان مقررا ليكون مقبرة له ، وبدأ بعد انتقال مقر حكمه ببناء الهرم المائل في دهشور (إحدى القرى التابعة لمركز البدرشين في محافظة الجيزة) ، و أصبح للهرم وظيفة "كينوتاف" ، أي مقبرة كاذبة.

 هرم سنفرو المائل


هرم سنفرو المائل هو أحد ثلاثة أهرامات التي قام ببنائها الفرعون سنفرو ، و سمي بالهرم المائل حيث خُطط لبناء الهرم ليصعد بزاوية 58 درجة لكن عندما وصل بناء الهرم إلى نصف ارتفاعه تقريبا تقرر بناء الجزء العلوي بزاوية 43 درجة.
استغرق بناء الهرم المائل 14 سنة غير أنه لم يعجب الفرعون سنفرو فقرر بناء الهرم الأحمر طبقا للخبرة التي تعلمها مهندسوه عند بناء الهرم المائل ، و بُني هرم سنفرو المائل من الحجارة بزوايا مائلة تقدر بنحو 59 درجة . ويرجح أنه بإقامة البناء بهذا الشكل فقد بدأ يغوص في الأرض بسبب الأحمال الحجرية الثقيلة ، إضافة إلى أن الزوايا الكبيرة تتسبب في ارتفاع كبير حاد للهرم مما زاد من صعوبة العمل عليه.

ولتدارك هذه المشكلة قام المهندسون ببناء جدران تدعيمية جعلت زاوية الميل 55 درجة ثم أكملوا البناء بزاوية منحنية قدرها 43 درجة ، و بهذا أطلق عليه الهرم المنحني Bent Pyramid ، وهكذا أكتشفت تقنية بناء الأهرامات الكاملة عن طريق وضع طوابق أفقية من الحجارة .. كل طبقة مربعة من الحجارة يعلوها طبقة أقل في المساحة على ان تكون زاوية الميل 52 درجة ، بدلا من البناء بزاوية 55 أو 43 درجة ، فأصبح هذا الشكل هو الشكل الكامل للهرم كما نعرفه اليوم.

الهرم الأحمر


لعدم رضائه بالهرم المائل ، فقد قام الفرعون سنفرو ببناء الهرم الأحمر و هو أعلى الثلاث أهرامات الرئيسية في دهشور ، و ترجع تسميته بالأحمر لطبقة الصدأ الحمراء التي تعلو أحجاره وهو ثالث أكبر هرم مصري بعد هرمي خوفو و خفرع اللذان بنيا بعد ذلك في مدينة الجيزة . وقد كان الهرم الأحمر وقت بنائه أعلى مبنى حجري في العالم ، و يطلق عليه السكان المحليون لقب الهرم الوطواط.

الهرم الأكبر


يقع الهرم الأكبر ، أو هرم خوفو ، في منطقة الجيزة و هو الأثر الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع ، وقام ببنائه الفرعون خوفو بن الملك سنفرو ، حيث تأثر خوفو بأبيه الفرعون سنفرو في بناء هرمه ، فبعد موته أصبح خوفو الملك الحاكم على الأرض .

قام الفرعون خفو ببناء الهرم الأكبر ليكون مقبرة له واعتُبر حينها المشروع القومي الأول في مصر القديمة و الذي اشترك في بنائه عمال محترفون من جميع أنحاء مصر ، و ظل الهرم الأكبر بارتفاعه الأصلي ، الذي كان يصل إلى 148 متر ، أعلى بناء أتمه الإنسان على الأرض على مدى 3800 سنة . و استمر بنائه لمدة 20 عاما.

و ظل الهرم الأكبر أعلى مبنى في العالم طيلت 3800 عام لم يفوقه مبنى آخر حتى تم بناء قمة كاتدرائية لينكولن بارتفاع 160 متر ، وتم ذلك في عام 1300 بعد الميلاد.

يعتقد كثير من الناس أن عظمة الهرم تكمن في طريقة بنائه، وفي الواقع، إن لحديثهم هذا جانبًا من الصحة، فالهرم الأكبر على سبيل المثال عبارة عن جبل صناعي يزن ستة ملايين وخمسمائة ألف طن، ومكون من أحجار يزن كل منها اثني عشر طنًا تقريبًا، وهذه الأحجار محكمة الرصف والضبط إلى حد نصف المليمتر، وهذا بالفعل يستحق كامل الإعجاب بالحضارة المصرية القديمة.

ولكن الأمر أكبر من ذلك بكثير، فالهرم هو أحد أكبر الألغاز التي واجهت البشرية منذ مطلع الحضارة. لقد ادعى كثيرون أنه مجرد مقبرة فاخرة للملك خوفو ، ولكن علماء العصر الحالي يعتقدون أن هذا الرأي يثير السخرية ، فقد تم بناء الهرم الأكبر لغرض أسمى و أعظم من ذلك بكثير. والدليل على ذلك هو تلك الحقائق المدهشة التي يتمتع بها هذا الصرح العظيم والتي جمعها تشارلز سميث في الكتاب الشهير (تراثنا عند الهرم الأكبر) في عام 1864 ، فارتفاع الهرم مضروبًا بمليار يساوي 14967000 كم وهي المسافة بين الأرض والشمس ، والمدار الذي يمر في مركز الهرم يقسم قارات العالم إلى نصفين متساويين تماما ، وأن أساس الهرم مقسومًا على ضعف ارتفاعه يعطينا عدد ثابت الدّائرة الشهير (3.14) الوارد في الآلات الحاسبة. و أركان الهرم الأربعة تتجه إلى الاتجاهات الأصلية الأربعة في دقة مذهلة حتى أن بعض العلماء أشاروا يومًا إلى وجود زاوية انحراف ضئيلة عن الجهات الأصلية ، ولكن بعد اكتشاف الأجهزة الإلكترونية الحديثة للقياس ثبت أن زوايا الهرم هي الأصح والأدق. ومن أهم ما يبهر في إنشاء هذه الأهرامات هو كيفية دقّـة إنشاء الممرات الداخلية وغرف الإنتظار و غرفة دفن الملك .

 هرم خفرع


قام الملك خفرع رابع ملوك الأسرة الرابعة ابن الملك خوفو ببناء هرم جديد كتكريم لوالده وأسماه هرم خفرع ، حكم هذا الملك لمدة ست و عشرين سنة. وهرم خفرع أقل ارتفاعا من هرم أبيه خوفو حيث كان ارتفاعه 143 مترا والآن صار 136 مترا.

يقع هرم خفرع جنوب غرب هرم خوفو و يبلغ ارتفاعه 143,5 متراً و طول كل ضلع 215,5 متراً ، و زاوية ميله 53,10ْ . و يقع في مستوى سطح الأرض، عند الدخول اليه يؤدي المدخل إلى ممر هابط و ينتهي عند متراس يفضي إلى ممر أفقي ثم ممر منحدر يؤدي إلى حجيرة يطلق عليها حجرة الدفن وهي فارغة منحوتة في الصخر .. و يؤدي الدهليز إلى متراس آخر يرتفع إلى أعلى بممر أفقي ينتهي بحجرة الدفن ، و هذه الحجرة سقفها مشيد بالحجر الجيري وتكاد تكون منتصف الهرم . و أطلق خفرع على هرمه اسم (العظيم).

هرم منقرع


منكاورع (ينطق بالعربية نطقاً غير دقيق : منقرع) ، هو ملك مصري من نفس الأسرة وهو ابن الملك خفرع ، واسمه يعني: "فلتبقى كاءاته مثل رع" .

بنى الفرعون منقرع الهرم الأصغر بين الثلاثة أهرام الكبرى في الجيزة ، حيث يبلغ ضلعي قاعدته 102,2 متر في 104,6 متر وارتفاعه 65,55 متراً ، وهو أصغر كثيرا عن هرمي خوفو و خفرع . المادة الأساسية في بنائه كانت من الحجر الجيري التي استخرجت من محاجر بالقرب من مكان البناء ، ولكن الفرعون منقرع طلب من مهندسيه أن يبنوا الجزء السفلي الخارجي من حجر الجرانيت الوردي فعمل المهندسون على إحضار أحجار الجرانيت الرملي من أسوان وتم نقلها على النيل حتى الجيزة.

وإلى الجنوب من هرم منقرع يوجد ثلاثة أهرمات خصصت للملكات تمتد بإتجاه شرق غرب الهرم الأول خاص بالملكة "خع مرر نبتي" الثانية زوجة الملك منقرع.


المصدر :
wikipedia


ليست هناك تعليقات