أسطورة تنين بروسنو

صورة تمثيلية لما يسميه الناس تنين بروسنو

تنين بروسنو Brosno Dragon أو " تنين بروسيا " هو مخلوق أسطوري قيل أنه يعيش في بحيرة بروسنو التي تقع في غرب روسيا ، شوهد هذا المخلوق عدة مرات و اختلفت الأوصاف التي وردت عنه، لكن أغلبها يشير إلى أن تنين بروسنو يشبه إلى حد بعيد وحش بحيرة لوخ نيس الشهير وهو حيوان غامض يقال أنه يعيش في عمق بحيرة لوخ نيس في اسكتلندا.

تقع بحيرة بروسنو التي يُزعم أنها منزل تنين بروسنو في منطقة Tver في روسيا وهو مكان محاط بقرى مهجورة و بيوت متهالكة، و على الرغم من قلة عدد الأشخاص الذين زاروا هذه البحيرة إلا أنهم لاحظوا أنها منعزلة للغاية عن الحضارة.

يصل عمق هذه البحيرة إلى 43 مترًا و يوجد في قعرها السحيق كنيسة غارقة و آثار قديمة أخرى على مقربة من إحدى الجزر المجاورة، و لأن خبراء علم الآثار وجدوا صعوبة في إجراء الحفريات الأثرية تحت الماء فقد ثبت حتى الآن أنه من المستحيل تحديد تاريخ هذه الكنيسة التي بنيت هناك منذ زمن بعيد .

و هناك عدد كبير من أنواع السمك التي تعيش في بحيرة بروسنو منها سمك الفرخ و البايك و البربو وهذا ما اعتبره المؤيدون بوجود تنين بروسنو عاملا كافيا ليعيش هذا المخلوق الضخم عبر الاقتيات بتلك الأسماك في البحيرة .

أصل أسطورة تنين بروسنو

على عكس أسطورة لوخ نيس الحديثة فإن قصص تنين بروسنو الأسطوري تعود إلى قرون عديدة مضت، وقد بدأت في الانتشار تحديدا في القرن الثالث عشر. حيث قيل أن تنين بروسنو قام بمهاجمة مجموعة من الفرسان المغول الذين هاجموا روسيا حينها وقد أفزعهم الوحش بشدة و استمرت هذه الأسطورة منذ ذلك الحين وتم نقلها من جيل إلى جيل و مع كل جيل تتم إضافة مشاهد وقصص مختلفة.

وتصف إحدا الأساطير وحشا ذو فم هائل ظهر في بحيرة بروسنو و ابتلع الصيادين مع قواربهم، و تتحدث قصة أخرى عن مجموعة من الفايكينج الذين أرادوا إخفاء بعض الكنوز التي نهبوها في جزيرة بالقرب من نفس البحيرة، حينها ظهر التنين بروسنو من الماء و ابتلع الجزيرة بأكملها، فأحبط هذا خططهم !

و بحلول القرن التاسع عشر أصبحت أساطير تنين بروسنو أكثر اعتيادية، و بدلاً من ابتلاع القوارب أو الجزر بأكملها تم وصف تنين بروسنو بأنه يطفو على سطع البحيرة في الليل لكنه يغوص مرة أخرى إذا اقترب منه الناس . و قد عاد هذا التنين إلى الظهور مرة أخرى في سنة 1940 عندما قيل أنه ابتلع طائرة ألمانية بأكملها .

واليوم يقول السكان المحليون بالقرب من البحيرة أن تنين بروسنو مسؤول عن غرق قواربهم كما أنهم يلومون الوحش على إثر حالات الإختفاء الغامضة للمحليين و يعتبرونه السبب في ذلك . و كمحاولة للتحقيق في هذه الأسطورة تقوم صحيفة Karavan Ya المحلية بجولات استكشافية  في البحيرة أملا في التقاط صورة للوحش لمشاركتها مع العالم .

تنين بروسنو يظهر من حين لأخر في بحيرة بروسنو
يقال أن تنين بروسنو مسؤول عن اختفاءات لأشخاص في البحيرة !


ماذا يمكن أن يكون تنين بروسنو ؟

لقد وُصف وحش بروسنو بالتنين منذ مئات السنين حيث كان يرد وصفه في بعض الأساطير بأنه يشبه التنين، لكن حاليا يُعتقد أن هذا التنين هو نوع من أنواع الديناصورات التي نجت من الحقب التاريخية السحيقة وأنه عاش منذ القديم في أعماق بحيرة بروسنو.

لقد عزا المشككون المشاهدات العديدة لهذا المخلوق على مر السنين إلى مجموعة متنوعة من الإقتراحات أحدها أن المخلوق ليس ديناصورًا أو تنينًا و لكنه مجرد سمّور مائي يعيش في البيئات المائية الروسية، و هناك اقتراح آخر و هو أن الوحش سمكة ضخمة و قديمة للغاية وهي كبيرة بشكل غير طبيعي بسبب عمرها الكبير.

تنين أم ظاهرة طبيعية ؟

بعض الناس يعتقدون أن تنين بروسنو يمكن أن يكون نوعًا حيوانيا مجهول الهوية أو أنه نموذج من أحد أنواع المخلوقات غير العادية والتي لم يكتشفها العلم بعد، و هناك رأي آخر أيضا و هو أن التنين ليس حيوانًا على الإطلاق و لكن أشتبه للناس بأنه مخلوق أسطوري وذلك نتيجة لظاهرة طبيعية يمكن تفسيرها .

هذه الظاهرة هي نفسها التي جعلت التنقيب الأثري تحت الماء في البحيرة مستحيلًا لأنه من المعروف أن هناك كسورا و شقوقا في قاع البحيرة ذات أبعاد و عمق غير معروفين، هناك من يعتقد أن أحد هذه الكسور يخفي بركانًا ثائرا، و هذا ما قد يساعد في تفسير أسطورة تنين بروسنو :

من تلك البراكين، التي من المفترض بأنها موجودة في أسفل البحيرة، يحدث ثوران بركاني في المسطحات المائية يتسبب في إطلاق سحابة من الغاز السام من البحيرة وهو غاز قادر على قتل البشر و الحيوانات، تلك السحب التي تنبعث من البراكين ينجم عنها ظهور فقاقيع في السطح و التي قد يظنها الناس وحشا غير معروف، و عند رؤية الصيادين في البحيرة أو حتى الجيوش المغولية لتلك الفقاقيع و الأبخرة الكثيفة فمن الطبيعي أن يظنوا أنها تنين ضخم مفترس .. و هكذا فقد اقترح أن تنين بروسنو ليس سوى سراب.

إن العديد من المشاهدات الحديثة للمخلوق سجلت خلال أشهر الصيف، حيث تنعكس المياه الضحلة على سطح الماء من خلال انكسار الضوء و تنتج تأثيرا يشبه رأس تنين ضخم، و يقول الفيزيائيون أن السراب عادة ما يظهر في الطقس الحار .. في الواقع ، يقول غالبية الشهود أنهم شاهدوا بروسنو في الصيف ! ومن المعقول أن يخلق السراب أوهاما بصرية تظهر على سطح البحيرة . قد يبدو هذا التفسير أكثر منطقية من التنانين و الديناصورات لكنه يفتح المجال لظهور أسئلة محيرة جديدة بقيت دون إجابة .

فإذا كان تنين بروسنو ليس أكثر من مجرد سراب، فلماذا هناك الكثير من التقارير حول ابتلاع الوحش المزعوم للبحارة إضافة إلى حوادث الإختفاء المحيرة و الأساطير التاريخية الأخرى ؟

تشبه الأسئلة التي طرحت حول أسطورة تنين بروسنو إلى حد بعيد الأسئلة الشائعة الأخرى حول وحش بحيرة لوخ نيس ، مثلا إذا كان هناك وحش في بحيرة بروسنو بالفعل هل هو نوع من الأسماك الضخمة الغير موثقة التي تعيش في المياه العذبة ؟ أم أنه ديناصور حي تمكن من البقاء على قيد الحياة في هذا الموقع المحدد بالضبط لملايين السنين ؟ و هل يوجد أكثر من تنين بروسنو في البحيرة أم أنه الوحيد من فصيلته الذي نجى وبقي حيا منذ أول مشاهد مسجلة عنه في القرن الثالث عشر ؟

لكن بحيرة بروسنو الروسية أكثر غموضا بكثير من بحيرة لوخ نيس فهي مكان معزول و بعيد عن التحضر، ولا يشك البعض في أن مكانا غامضا مثل بحيرة بروسنو قد لا يختبئ فيه وحش خفي غير مكتشف بعد .


المصدر :
المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق